
يسعد أيامكم .....
خمسة وصايا للتغلب على الحقد والغل
(1) أهمية استشعار أن الإنسان لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، كما أخبر بذلك المصطفى – صلى الله عليه وسلم-: (ولا يتم ذلك إلا بترك الحسد والغل والحقد والغش وكلها خصال مذمومة) [فتح الباري (1/58].
(2) استشعار الإنسان أن تخلصه من الغل والحقد يمنحه راحة نفسية كبيرة؛ عاجلة وآجلة، (وقد أثنى الله تعالى على خليله إبراهيم - عليه السلام - بسلامة القلب، فقال: (وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم)، وقال -حاكياً عنه- أنه قال: (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده من الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله. فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا وفي جنة في البرزخ وفي جنة يوم المعاد) [الجواب الكافي (84)].
(3) إن المسلم ينبغي له أن يتسامى عن الأخلاق الدنيئة، وعلى رأسها الغل والحقد، وأن يغلب عليه العفو والصفح، وقد أدَّب الله عز وجل رسوله –صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" [فصلت : 34] (قال ابن عباس: أمره الله تعالى في هذا الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم) [الجامع لأحكام القرآن (15/314)].
وذلك الأمر ليس سهلاً أو يسيراً، فهو يحتاج إلى صدق ومجاهدة، ولذا جاء بعد الآية السابقة قوله تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت:35]، أي وما يلقى (هذه الفعلة الكريمة والخصلة الشريفة "إلا الذين صبروا" بكظم الغيظ واحتمال الأذى، "وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" أي نصيب وافر من الخير . قاله ابن عباس) [الجامع لأحكام القرآن (15/316)].
وقد دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – أصحابه للتسامي والترفع، ابتغاء ما عند الله، فقال لهم: "ألا أدلكم على مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك" أخرجه أحمد (17334) والبيهقي في الشعب (8080)، وأصله في صحيح مسلم (814).
وقد ضرب أبو بكر –رضي الله عنه– نموذجاً رائعاً في العفو والصفح، فقد شقَّ عليه ما رُميتْ به ابنته عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها– من الإفك، وشقَّ عليه أكثر أن يكون ممن خاض في الإفك مسطح بن أثاثة –رضي الله عنه- وكان أبو بكر -رضي الله عنه-ينفق عليه لقرابته منه وحاجته. فلما نزلت الآيات ببراءة عائشة –رضي الله عنها- قال أبو بكر –رضي الله عنه- والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً، ولا أنفعه بنفع أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل، فأنزل الله في ذلك: "ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم" [النور:22]، فقال أبو بكر –رضي الله عنه-والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبداً [تفسير الطبري (9/288)].
وما أجمل تلك المشاعر التي حملتها تلك الأبيات:
إني شَكوتُ لِظالِمي ظُلمي @@@ وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلى عِلمِ
رَأَيتُهُ أَسدى إِلي يَداً @@@ لَما أَبانَ بِجَهلِهِ حِلمي
رَجَعت إِساءَته عَلَيه وَإِحساني @@@ فَآَب مُضاعَفا تَجرُمي
وَغَدوتُ ذا أَجرٍ وَمحمَدَةٍ @@@ وَغدا بِكَسب الذَمِ وَالإِثمِ
مازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمَهُ @@@ حَتى بَكيت لَهُ مِنَ الظُلمِ
(4) التحلي بالصفات التي يغلب على الظن أنها تسهم بقوة في إزالة الغل والحقد، ومن ذلك ما ما رُوي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم : "تصافحوا يذهب عنكم الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء" [قال ابن عبد البر في التمهيد (21/11): وهذا يتصل من وجوه شتى، حسان كلها].
ورُوي عنه -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر". أخرجه الترمذي (2130).
(5) استشعار أثر الإحن والضغائن في حجب المغفرة عن المسلم، فقد روى أبو هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم– قال: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلح" أخرجه مسلم (2565).
هذا بعض ما يساعد في التخلص من الغل والحقد، ويدفع إلى (تنظيف) القلب منهما.
أسأل الله أن يمنّ عليك بالهداية والثبات، ويعينك على التخلص من كل ما ينقص إيمانك، أو يحبط أعمالك
إذا عرفتم الحسود فاستعيذوا بالله وادعوا ان الله يكفيكم من شره واقرؤوا سورتي الفلق والناس
يقول أبن المعتز
اصبر على كيد الحسود @@@ فان صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها @@@ ان لم تجد ما تأكله
والحاسد يريد موتك @@@ أو هذا ما يأمله
فاصبر على حاسد @@@ نقم الناس شاغله
وأقول ..
إبعد عن الحساد ولا تقبل أبد تقربها
راعين علوم الردى و السلوم الشينه
لهم نوايا خفية اللي الناس تعيبها
حسيبهم ربك ربع إبليس وشياطينه
.
.
وأيضا ...
الحسود نذل بلا ذمّه
لا جا طاريك يكتم سرّه
يكذب عليك بشدة وهمّه
يزيد الكلام مره مرّه
لا شاف فرحك يزيد غمّه
يجره لسانه وراه جرّه
لا بحثت سألت دورت عنّه
يداري خبثه ويخبي شرّه
ما يستحي على روحه ودمّه
ومناه يغتالك بغرّه
و إلا يسقيك سعار سمّه
وتموت يفرح تجيه مسرّه
جنازة يشيلك بهِمّه
يدفنك وهو مسرور بصرّه
==================================
منقوووول بتصرف
وللحديث عن هذا بقية

أطيب تحية

الحــــــ متولي ـــــــــاج